ولد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام في يوم الخميس منتصف جمادى الآخر أو جمادى الثاني والأصح في الخامس من شعبان سنة ثمان وثلاثين أو ست وثلاثين
عمره
توفي سلام الله عليه عن عمر يناهز السابعة والخمسون أو التاسعة والخمسون.
وفاته توفي صلوات الله عليه في الليلة الخامسة والعشرين من شهر محرم الحرام عام أربعة وثمانين هجرية، قتله الوليد بن عبدالملك بن مروان لعنه الله بالسم ولم يبق رجل ولا امرأة ولا البر ولا الفاجر ولا صالح ولا طالح إلا خرج وشهد جنازته، وأن أبنه الباقر عليه السلام حينما كبّر بعد دفنه جاء تكبير من السماء وأجابه تكبير من الأرض وكبّر من في السماء سبعاً نعم. وقد صلت عليه ملائكة السماوات والأرض، دفن في البقيع مع عمه الحسن عليه السلام.
قبره دفن في البقيع مع عمه الحسن (عليه السلام)و .في الثامن من شوال سنة 1344هـ، هدم الوهابيون قبره وقبور بقية الأئمة عليهم السلام.
إمامته عاش بعد أبيه الحسين عليه السلام أربعاً وثلاثين سنة، وهي مدة إمامته عليه السلام. فكان في سني إمامته بقية ملك يزيد وملك معاوية بن يزيد وملك مروان وعبد الملك، وتوفي في ملك الوليد بن عبدالملك لعنه الله. شهد مأساة كربلاء، واكب مسير العائلة بعد الفاجعة إلى الكوفة، ومنها إلى الشام. كانت إقامته عليه السلام في المدينة المنورة، وكان فيها الفزع للمهمات، يفيض على الأمة علماً وسخاءاً.
ألقابه وألقابه زين العابدين وسيد الساجدين وزين الصالحين ووارث علم النبيين ووصي الوصيين وخازن وصايا المرسلين وإمام المتقين ومنار القانتين والخاشعين والمتهجد الزكي الأمين والزاهد والعابد والعدل والبكاء والسجاد وذوالثفنات إمام الأمة وأبو الأئمة وكنيته أبوالحسن والخاص وأبو محمد ويقال أبو القاسم، وروي أنه كني بأبي بكر.
أصحابه ومن أصحابه أبوحمزة الثمالي وفرات بن أحنف وجابر بن محمد بن أبي بكر وأيوب بن الحسن وعلي بن رافع وأبومحمد القرشي السدي والضحاك بن مزاحم الخراساني وطاووس بن كيسان وحميد بن موسى الكوفي وإبان بن تغلب بن رياح وأبو الفضل سدير بن حكيم الصيرفي وقيس بن رمانه وعبدالله البرقي.
أبوه قال عبدالله بن الحسين: إن الإمامة في ولد الحسن والحسين لأنهما سيدا شباب أهل الجنة وهما في الفضل سواء ألا أن للحسن على الحسين فضلاً بالكبر والتقديم فكان الواجب أن تكون الإمامة إذاً في ولد الأفضل فقال الربيع بن عبدالله: إن موسى وهارون كانا نبيين مرسلين وكان موسى أكبر من هارون وأفضل فجعل الله النبوة في ولد هارون دون ولد موسى وكذلك جعل الله عز وجل الإمامة في ولد الحسين دون ولد الحسن لتجري في هذه سنن من قبلها من الأمم حذو النعل بالنعل وهو الحسين بن علي بن أبي طالب إبن فاطمة الزهراء بنت محمد عليهم السلام. أبوه: الحسين سيد الشهداء، جده: أمير المؤمنين عليه السلام.
أمه أمه شاه زنان - أي ملكه النساء - بنت كسرى يزدجر بن شهريار- ملك الفرس - قال الزهري ما رأيت هاشمياً أفضل منه وأمه من خيرات النساء ويقال لها سيدة النساء، وسماها أمير المؤمنين عليه السلام شهربانويه، أو سماها أمير المؤمنين عليه السلام (مريم) وقيل (فاطمة) وكانت تدعى (سيدة النساء)، وقيل أنها لما ولدت علي بن الحسين عليه السلام ماتت في النفاس، وقيل أنها بقيت إلى أن حضرت وقعة الطف وأتلفت نفسها في الفرات.
زوجته أما زوجته فهي أم عبد الله فاطمة بنت الإمام الحسن السبط بن علي عليها السلام وله منها محمد الباقر عليه السلام وعبدالله الباهر. وله أخرى.
أولاده
له من الأولاد محمد أبو جعفر الباقر (عليه السلام)، عبد الله، الحسن، الحسين، زيد، عمر، الحسين الأصغر، عبد الرحمن، سليمان، علي محمد الأصغر.
إخوته: علي الأكبر، عبد الله الضيع - الشهيدان في كربلاء - جعفر.
إخواته: سكينة ، فاطمة، رقية.
بوابه: أبو جلبة، أبو خالد الكابلي، يحيى المطعمي.
أما بناته: خديجة، أم كلثوم، فاطمة، علية.
نقش خاتمه: وما توفيقي إلا بالله.
شاعره: الفرزدق، كثير عزة.
ملوك عصره: يزيد بن معاوية، معاوية بن يزيد، مروان بن الحكم، عبد الملك بن مروان، الوليد بن عبد الملك.
حِكَمُهُ
من الوسائل التي إتبعها إئمتنا عليهم السلام للإرشاد، هي أن ينثروا على من حولهم من الناس صنوف الحِكمْ والمواعظ والآداب والأخلاق، في أقصر عبارة، وأجمل تعبير، تعيها القلوب، وترددها الألسن، ويأخذها أصحابهم للعمل والتطبيق، وفي بطون الكتب آلاف الكلمات لهم عليهم السلام ، حتى أن بعضهم جمع للإمام أمير المؤمنين عليه السلام ألفي كلمة في كتاب مستقل.
قال عليه السلام: التارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالنابذ لكتاب الله وراء ظهره، إلا أن يتقي تقاة، قيل له: وما تقاة ؟ قال: يخاف جباراً عنيداً أن يفرط عليه أو أن يطغى.
وقال عليه السلام: أبغض الناس إلى الله من يقتدي بسنة إمام ولا يقتدي بأعماله.
وقال عليه السلام: إياك والغيبة ، فإنها آدام كلاب النار. وقال عليه السلام: إنما التوبة العمل والرجوع عن الأمر، وليست التوبة بالكلام.
آثاره: الصحيفة السجادية، رسالة الحقوق. إحسانه وكرمه
كل من كتب عن الإمام زين العابدين عليه السلام تحدث عن صدقاته وبره وإحسانه إلى الفقراء، وقد شمل عطفه وكرمه منكري فضله، وجاهدي حقه، وكان يمزج إحسانه بخلقه الرفيع، وأدبه السامي.
قال الإمام الباقر عليه السلام: وكلن يعجبه أن يحضر طعامه اليتامى والاضراء والزمنى والمساكين الذين لا حيلة لهم، وكان يناولهم بيده، ومن كان منهم له عيال حمل له إلى عياله من طعامه حتى يبدأ فيتصدق بمثله.
قال أبو حمزة الثمالي: كان زين العابدين عليه السلام يحمل جراب الخبز على ظهره بالليل فيتصدق به ويقول: أن صدقة السر تطفئ غضب الرب.
لما مات عليه السلام وغسلوه جعلوا ينظر إلى آثار في ظهره فقالوا: ما هذا ؟ قيل: كان يحمل جراب الدقيق على ظهره ليلاً ويوصلها إلى فقراء المدينة سرا.
وصاياه
من الوسائل التي إتبعها أئمتنا عليهم السلام للنهوض بالمجتمع هي وصاياهم الكثيرة ، الحافلة بالإرشاد والتوجيه للأمة، ولو جمعت هذه الوصايا في مصنف مستقل لسدت فراغاً كبيراً في المكتبة الأخلاقية، لما حوته من نصائح وحكم ودعوة إلى الخير والفضيلة.
من وصاياه: قال الإمام الباقر عليه السلام: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول لولده:إتقوا الكذب، الصغير منه والكبير، في كل جد وهزل، فإن الرجل إذا كذب في الصغير اجترئ على الكبير، أما علمتم أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال: لا يزال العبد يصدق حتى يكتبه الله عز وجل صادقاً، ولا يزال العبد يكذب حتى يكتبه الله كاذباً.
دعاء الإمام زين العابدين (ع) في السحر
(اللهم إن إستغفاري إياك وأنا مُصُر على ما نهيت عنه قلة حياء، وترك الإستغفار مع عملي بسعة رحمتك تضييع بحق الرجاء، اللهم إن كانت ذنوبي تؤيسني أن أرجوك، وإن عملي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك، فصل على محمد وآل محمد، وحقق رجائي لك، وكذب خوفي منك، وكربي عند حسن ظني بك يا أكرم الأكرمين)
مقتطفات من سيرته عن أبي حمزة الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين عليهما السلام يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه فقال: فلم يسوه حتى فرغ من صلاته قال: فسألته عن ذلك فقال: ويحك أتدري بين يدي من كنت إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه، وكان علي بن الحسين عليهما السلام ليخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب فيه الصرر من الدنانير والدراهم حتى يأتي باباً باباً فيقرعه ثم يناول من يخرج إليه، فلما مات علي بن الحسين عليهما السلام فقدوا ذلك فعلموا أن علي بن الحسين عليهما السلام الذي كان يفعل ذلك.
قال أبو جعفر محمد بن علي الباقر (عليه السلام) إن أبي علي بن الحسين (عليه السلام) ما ذكر نعمة الله عليه إلا سجد، ولا قرأ آية من كتاب الله عز وجل فيها سجود إلا سجد، ولا دفع الله تعالى عنه سوء يخشاه أو كيد كايد إلا سجد، ولا فرغ من صلاة مفروضة إلا سجد، ولا وفق لإصلاح بين اثنين إلا سجد، وكان أثر السجود في جميع مواضع جسده فسمي السّجّاد لذلك.
عن محمد بن علي الباقر (عليه السلام) قال كان لأبي (عليه السلام) في موضع سجوده آثار ناتية وكان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات، فسمي ذا الثفنات لذلك. وعن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه قال: سألت مولاة لعلي بن الحسين (عليه السلام) بعد موته فقلت صفي لي أمور علي بن الحسين (عليه السلام) فقالت: أطنب أو اختصر؟ فقلت: بل اختصري قالت: ما أتيته بطعام نهاراً قط ولا فرشت له فراشاً بليل قط.
بكى عليه السلام على أبيه الحسين (عليه السلام) عشرين سنة أو أربعين سنة، ما وضع بين يديه طعام إلا بكى حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين، قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني ما أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني لذلك عبرة.
روى ابن قولويه بإسناده عن أبي عبد الله (ع) قال: بكى علي بن الحسين على أبيه حسين بن علي (صلوات الله عليهما) عشرين سنة أو أربعين سنة وما وضع بين يديه طعام إلا بكى على الحسين حتى قال له مولى له: جعلت فداك يا ابن رسول الله إني أخاف عليك أن تكون من الهالكين ، قال: إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون، إني لم أذكر مصرع بني فاطمة إلا خنقتني العبرة لذلك.
خاتمة المطاف
مرت علينا مواضيع قليلة من حياة هذا الإمام العظيم، طالعتك ببعض أقواله وأفعاله، وأوقفتك على اليسير من عبادته وأوراده، وقد قرأت مدى إكبار العلماء والعظماء وإجلالهم لمقام الإمام عليه السلام وإعظامهم لشأنه.
ونرجو منك أخي الزائر أن لا تخرج من هذه الصفحات القيمة كما دخلت عليها، بل تأخذ من سيرة هذا الإمام منهجاً تنهجه، وطريقاً تترسمه، ونوراً تستضيئ به، ولك إن فعلت - بإذن الله - سعادة الدنيا ونعيم الاخرة.
وأحسبك وقد وسوست لك نفسك: من يقدر على صلاة ألف ركعة، كما كان يصنع الإمام عليه السلام؟ ومن يستطيع أن يسمع أعداءه ينالون منه وهو يرجع إليهم بالحسنى؟ ومن يستطيع أن يحمل جراب الدقيق على ظهره ليوزعه على فقراء المدينة وأبنائها؟
صحيح هذا وأنا معك بأننا لا نستطيع ذلك، وقد قال أمير المؤمنين عليه السلام بعد أن استعرض ما كان عليه من المأكل والملبس: أنكم لا تقدرون على ذلك ولكن أعينوني بورع واجتهاد، وعفة وسداد.
وإذا كان أئمتنا عليهم الصلاة السلام يصلـّون في كل يوم ألف ركعة، فهل نعذر على ترك الفرائض اليومية؟ وإذا كانت سيرتهم عليهم السلام في الصدقات والعطايا والهبات ما مر عليك، فهل نعذر على حبس الحقوق المفروضة؟ وقد قالوا عليهم الصلاة والسلام: شيعتنا من شايعنا بأعمالنا وأقوالنا.
خطبة الامام زين العابدين عليه السلام في مجلس يزيد لعنه الله في الدنيا والاخرة
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلي على محمد وآل محمد
ثم قال علي بن الحسين عليه السلام يا يزيد ائذن لي حتى أصعد هذه الأعواد فأتكلم بكلمات للَّه فيهن رضا و لهؤلاء الجلساء فيهن أجر و ثواب قال فأبى يزيد عليه ذلك
فقال الناس يا أمير المؤمنين ائذن له فليصعد المنبر فلعلنا نسمعمنه شيئا فقال إنه إن صعد لم ينزل إلا بفضيحتي و بفضيحة آل أبي سفيان فقيل له يا أمير المؤمنين و ما قدر ما يحسن هذا فقال إنه من أهل بيت قد زقوا العلم زقا قال فلم يزالوا به حتى أذن له
فصعد المنبرفحمد اللَّه و أثنى عليه ثم خطب خطبة أبكى منها العيون و أوجل منهاالقلوب ثم قال أيها الناس أعطينا ستا و فضلنا بسبع أعطينا العلم والحلم و السماحة و الفصاحة و الشجاعة و المحبة في قلوب المؤمنين و فضلنا بأن منا النبي المختار محمدا و منا الصديق و منا الطيار و مناأسد اللَّه و أسد رسوله و منا سبطا هذه الأمة من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني أنبأته بحسبي و نسبي
أيها الناس أنا ابن مكة و منى أناابن زمزم و الصفا أنا ابن من حمل الركن بأطراف الردا أنا ابن خير منا ئتزر و ارتدى أنا ابن خير من انتعل و احتفى أنا ابن خير من طاف وسعى أنا ابن خير من حج و لبى أنا ابن من حمل على البراق في الهواءأنا ابن من أسري به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى أنا ابن منبلغ به جبرئيل إلى سدرة المنتهى أنا ابن من دَنا فَتَدَلَّى فَكانَ قابَقَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى أنا ابن من صلى بملائكة السماء أنا ابن من أوحى إليهالجليل ما أوحى أنا ابن محمد المصطفى أنا ابن علي المرتضى أنا ابنمن ضرب خراطيم الخلق حتى قالوا لا إله إلا اللَّه أنا ابن من ضرب بينيدي رسول اللَّه سيفين و طعن برمحين و هاجر الهجرتين و بايع البيعتين و قاتل ببدر و حنين و لم يكفر باللَّه طرفة عين أنا ابن صالح المؤمنين و وارث النبيين و قامع الملحدين و يعسوب المسلمين ونور المجاهدين و زين العابدين و تاج البكاءين و أصبر الصابرين وأفضل القائمين من آل ياسين رسول رب العالمين أنا ابن المؤيدبجبرئيل المنصور بميكائيل أنا ابن المحامي عن حرم المسلمين وقاتل المارقين و الناكثين و القاسطين و المجاهد أعداءه الناصبين وأفخر من مشى من قريش أجمعين و أول من أجاب و استجاب للَّه ولرسوله من المؤمنين و أول السابقين و قاصم المعتدين و مبيدالمشركين و سهم من مرامي اللَّه على المنافقين و لسان حكمةالعابدين و ناصر دين اللَّه و ولي أمر اللَّه و بستان حكمة اللَّه و عيبة علمهسمح سخي بهي بهلول زكي أبطحي رضي مقدام همام صابر صوام مهذب قوام قاطع الأصلاب و مفرق الأحزاب أربطهم عنانا و أثبتهم جنانا و أمضاهم عزيمة و أشدهم شكيمة أسد باسل يطحنهم فيالحروب إذا ازدلفت الأسنة و قربت الأعنة طحن الرحى و يذروهمفيها ذرو الريح الهشيم ليث الحجاز و كبش العراق مكي مدني خيفيعقبي بدري أحدي شجري مهاجري من العرب سيدها و من الوغى ليثها وارث المشعرين و أبو السبطين الحسن و الحسين ذاك جديعلي بن أبي طالب ثم قال أنا ابن فاطمة الزهراء أنا ابن سيدة النساء
فلميزل يقول أنا أنا حتى ضج الناس بالبكاء و النحيب و خشي يزيد لعنهاللَّه أن يكون فتنة فأمر المؤذن فقطع عليه الكلام فلما قال المؤذن اللَّه أكبر اللَّه أكبر قال علي لا شيء أكبر من اللَّه فلما قال أشهد أن لا إله إلا اللَّهقال علي بن الحسين شهد بها شعري و بشري و لحمي و دمي فلماقال المؤذن أشهد أن محمدا رسول اللَّه التفت من فوق المنبر إلى يزيدفقال محمد هذا جدي أم جدك يا يزيد فإن زعمت أنه جدك فقدكذبت و كفرت و إن زعمت أنه جدي فلم قتلت عترته قال و فرغالمؤذن من الأذان و الإقامة و تقدم يزيد فصلى صلاة الظهر.
قال و روي أنه كان في مجلس يزيد هذا حبر من أحبار اليهود فقال منهذا الغلام يا أمير المؤمنين قال هو علي بن الحسين قال فمن الحسينقال ابن علي بن أبي طالب قال فمن أمه قال أمه فاطمة بنت محمد فقالالحبر يا سبحان اللَّه فهذا بن بنت نبيكم قتلتموه في هذه السرعة بئسماخلفتموه في ذريته و اللَّه لو ترك فينا موسى بن عمران سبطا من صلبهلظننا أنا كنا نعبده من دون ربنا و أنتم إنما فارقكم نبيكم بالأمس فوثبتمعلى ابنه فقتلتموه سوءة لكم من أمة قال فأمر به يزيد لعنه اللَّه فوجئفي حلقه ثلاثا فقام الحبر و هو يقول إن شئتم فاضربوني و إن شئتم فاقتلوني أو فذروني فإني أجد في التوراة أن من قتل ذرية نبي لا يزالملعونا أبدا ما بقي فإذا مات يصليه اللَّه نار جهنم.
خطبة الامام زين العابدين في الدنيا
أيّها الناس أحذّركم من الدنيا وما فيها ، فإنّها دار زوال وانتقال تنتقل بأهلها من حال إلى حال ، وهي قد أفنت القرون الخالية والأمم الماضية ، وهم الذين كانوا أكثر منكم مالاً ، وأطول اعماراً ، وأكثر آثاراً ، أفنتهم أيدي الزمان ، وأحتوت عليهم الأفاعي والديدان ، أفنتهم الدنيا فكأنّهم لا كانوا لها أهلاً ولا سكّاناً ، وقد أكل التراب لحومهم ، وأزال محاسنهم ، وبدّد أوصالهم وشمائلهم ، وغيّر ألوانهم ، وطحنتهم أيدي الزمان ، أفتطمعون بعدهم بالبقاء ؟
هيهات هيهات فلابد من الملتقى ، فتدبّروا ما مضى من عمركم وما بقى ، ما فعلوا فيه ما سوف يلتقى عليكم بالأعمال الصالحة قبل انقضاء الأجل ، وفروغ الأمل ، فعن قريب تؤخذون من القصور إلى القبور ، حزينين غير مسرورين ، فكم والله من فاجر قد استكملت عليه الحسرات ، وكم من عزيز وقع في مسالك الهلكات ، حيث لا ينفعه الندم ، ولا يغاث من ظلم ، وقد وجدوا ما أسلفوا ، واحذروا ما تزوّدوا ، ووجدوا ما عملوا حاضراً ، ولا يظلم ربّك أحداً ، فهم في منازل البلوى همود ، وفي عسكر الموتى خمود ، ينتظرون صيحة القيامة ، وحلول يوم الطامّة ، ( لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَجْزِيَ الَّذِينَ أَحْسَنُوا بِالْحُسْنَى
~
من اقوالة عليه السلام
من قنع بما قَسم الله لَهُ فهو من أغنى الناس
اتّقوا الكذِبَ الصغير منه والكبير في كلِّ جدٍّ وهَزْلٍ، فإن الرَّجُلَ اذا كذب في الصَّغير اجترأ على الكبير
في وصيته لبعض بنيه: يا بُنيَّ أنظر خَمسةً فلا تُصاحِبهم ولا تُحادِثهم ولا تُرافِقهم في طريق، فقال: يا أبةَ مَن هم؟ قال (ع): إيّاك ومصاحبة الكذّاب، فإنه بمنزلةِ السَّراب يُقرِّبُ لك البعيد ويُبعِّدُ لك القريب. وإياك ومصاحبة الفاسق فإنّه بايعك باُكلةٍ أو أقلَّ من ذلك. وإيّاك ومُصاحَبة البخيل فإنّه يَخذلُكُ في مالهِ أحوجَ ما تكون إليه. وإيّاك ومُصاحَبَة الأحمق، فإنّهً يريد أن ينفعك فَيضرُّك. وإيّاك ومصاحبة القاطع لرحِمِهِ فإنّي وجدته ملعوناً في كتاب الله
ـ ابن آدم! إنّك لا تزالُ بخيرٍ ما كان لك واعظٌ من نفسك، وما كانت المحاسبة من همِّك، وما كان الخوفُ لك شعاراً، والحذر لك دِثارا. ابن آدم! إنّك ميّت ومبعوثٌ وموقوفٌ بين يدي الله جَلَّ وعزَّ، فأعدَّ له جواباً.
نظرُ المؤمن في وجه أخيه المؤمن للمودّة والمحبّة له عبادةٌ
إن من اخلاق المؤمن الإنفاق على قدْرِ الإقتار. والتَّوسُّع على قدر التَّوسُّع. وانصاف الناس من نفسه وابتداءه إياهم بالسّلام
ثلاثٌ من كُنَّ فيه من المؤمنين كان في كَنَفِ الله وأظلّه اللهُ يوم القيامة في ظلِّ عرشه وآمنه من فزع اليوم الأكبر: من أعطى النّاسَ من نفسه ما هو سائِلهُمْ لنفسه، ورَجلٌ لم يُقدِّم يداً ولا رِجلاً حتّى يَعلَم أنّه في طاعةِ الله قدّمها أو في معصيته ورَجلٌ لم يَعِبْ أخاه بعيب حتّى يتركَ ذلك العيب من نفسه. وكفى بالمرء شُغلاً بعيبه لنفسه عن عيوب الناس
عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة، وهو غداً جيفة، وعجبت كل العجب لمن شك في الله وهو يرى خلقه، وعجبت كل العجب لمن أنكر النشأة الأخرى وهو يرى النشأة الأولى، وعجبت كل العجب لمن عمل لدار الفناء وترك العمل لدار البقاء
افعل الخْيرَ إلى كلِّ من طلبه منك، فإن كان أهله فقد أصبت موضِعَهُ وإن لم يكن بأهلٍ كنت أنت أهلَهُ. وإن شتمك رَجلٌ عن يمينك ثمَّ تحوَّل إلى يسارك واعتذر إليك فاقبل عُذْرَهُ
ثلاث منجيات للمؤمن: كفُّ لسانه عن الناس واغتيابهم. وإشغالُهُ نفسَه بما ينفعه لآخرته ودنياه. وطول البكاء على خطيئته
استح من الله لقربه منك
من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا
الخيرُ كله صيانة الانسان نفسه
طلب الحوائج إلى الناس مذلة للحياة ومذهبة للحياء واستخفاف بالوقار وهو الفقر الحاضر. وقلة طلب الحوائج من الناس هو الغنى الحاضر
إن المعرفة وكمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه وقلة مرائه وحلمه وصبره وحسن خلقه
ما من شيء أحب إلى الله بعد معرفة نفسه من عفة البطن والفرج
ـ إن الله أخفى أربعة في أربعة: أخفى رضاه في طاعته، فلا تستصغرن شيئاً من طاعته فربما وافق رضاه وأنت لا تعلم، وأخفى سخطه في معصيته فلا تستصغرن شيئاً من معصيته فربما وافقه سخطه معصيته وأنت لا تعلم، وأخفى اجابته في دعوته فلا تستصغرن شيئاً من دعائه فربما وافق اجابته وأنت لا تعلم، وأخفى وليه في عباده فلا تستصغرن عبداً من عبيد الله فربما يكون وليه وأنت لا تعلم
ـ القول الحسن يثري المال، وينمي الرزق، وينسأ في الأجل، ويحبب الى الاهل، ويدخل الجنة
الرضا بمكروه القضاء ارفع درجات اليقين
إنما التوبة العمل والرجوع عن الأمر، وليست التوبة بالكلام