احتجاج الحسن بن علي ع على معاوية في الإمامة من يستحقها ومن لا يستحقها بعد مضي النبي ..... ص : 285
احتجاجه ع على من أنكر عليه مصالحة معاوية ونسبه إلى التقصير في طلب حقه ..... ص : 288
احتجاج الحسين بن علي ع على عمر بن الخطاب في الإمامة والخلافة ..... ص : 292
احتجاج الحسين ع بذكر مناقب أمير المؤمنين وأولاده ع حين أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين ع وقتل شيعته وقتل من يروي شيئا من فضائله ..... ص : 293
احتجاجه ع على معاوية توبيخا له على قتل من قتله من شيعة أمير المؤمنين وترحمه عليهم ..... ص : 296
احتجاجه ص بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه ..... ص : 298
احتجاجه ع على أهل الكوفة بكربلاء ..... ص : 300
احتجاج فاطمة الصغرى على أهل الكوفة ..... ص : 302
خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعا لهم وتأنيبا ..... ص : 303
احتجاج علي بن الحسين ع على أهل الكوفة حين خرج من الفسطاط وتوبيخه إياهم على غدرهم ونكثهم ..... ص : 305
احتجاجه ع بالشام على بعض أهلها حين قدم به وبمن معه على يزيد لعنه الله ..... ص : 306
احتجاج زينب بنت علي بن أبي طالب حين رأت يزيد لعنه الله يضرب ثنايا الحسين ع بالمخصرة ..... ص : 307
احتجاج علي بن الحسين زين العابدين على يزيد بن معاوية لما أدخل عليه ..... ص : 310
احتجاجه ع في أشياء شتى من علوم الدين وذكر طرف من مواعظه البليغة ..... ص : 312
احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع في شيء مما يتعلق بالأصول والفروع ..... ص : 321
احتجاج أبي عبد الله الصادق ع في أنواع شتى من العلوم الدينية على أصناف كثيرة من أهل الملل والديانات ..... ص : 331
احتجاج أبي إبراهيم موسى بن جعفر ع في أشياء شتى على المخالفين ..... ص : 385
احتجاج أبي الحسن علي بن موسى الرضا ع في التوحيد والعدل وغيرهما على المخالف والمؤالف والأجانب والأقارب ..... ص : 396
احتجاج الرضا ع على أهل الكتاب والمجوس ورئيس الصابئين وغيرهم ..... ص : 415
احتجاجه ص فيما يتعلق بالإمامة وصفات من خصه الله تعالى بها وبيان الطريق إلى من كان عليها وذم من يجوز اختيار الإمام ولؤم من غلا فيه وأمر الشيعة بالتورية والتقية عند الحاجة إليهما وحسن التأدب ..... ص : 432
احتجاج أبي جعفر محمد بن علي الثاني ع في أنواع شتى من العلوم الدينية ..... ص : 441
احتجاج أبي الحسن علي بن محمد العسكري ع في شيء من التوحيد وغير ذلك من العلوم الدينية والدنياوية على المخالف والمؤالف ..... ص : 449
احتجاج أبي محمد الحسن بن علي العسكري ع في أنواع شتى من علوم الدين ..... ص : 455
احتجاج الحجة القائم المنتظر المهدي صاحب الزمان صلوات الله عليه وعلى آبائه الطاهرين ..... ص : 461
ذكر طرف مما خرج أيضا عن صاحب الزمان ع من المسائل الفقهية وغيرها في التوقيعات على أيدي الأبواب الأربعة وغيرهم ..... ص : 479
احتجاج الشيخ المفيد السديد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان رضي الله عنه ..... ص : 499
احتجاج السيد الأجل علم الهدى المرتضى أبي القاسم علي رضي الله عنه وأرضاه على أبي العلاء المعري الدهري في جواب ما سأل عنه مرموزا ..... ص : 502
احتجاجه قدس الله روحه في التعظيم والتقديم لأئمتنا ع على سائر الورى ما عدا نبينا ع بطريقة لم يسبقه إليها أحد ذكرها في رسالته الموسومة بالرسالة الباهرة في فضل العترة الطاهرة ..... ص : 506
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 283
الجزء الثاني
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 285
احتجاج الحسن بن علي ع على معاوية في الإمامة من يستحقها ومن لا يستحقها بعد مضي النبي
و قد جرى قبل ذلك إيراد كثير من الحجج لعبد الله بن جعفر بن أبي طالب وعبد الله بن عباس وغيرهما على معاوية في الإمامة وغيرها بمحضر من الحسن ع والفضل بن عباس وغيرهما
الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 294 احتجاج الحسين ع بذكر مناقب أمير المؤمنين وأولاده ع حين أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين ع وقتل شيعته وقتل من يروي شيئا من فضائله ..... ص : 293
احتجاج الحسين ع بذكر مناقب أمير المؤمنين وأولاده ع حين أمر معاوية بلعن أمير المؤمنين ع وقتل شيعته وقتل من يروي شيئا من فضائله
عن سليم بن قيس قال- قدم معاوية بن أبي سفيان حاجا في خلافته فاستقبله أهل المدينة فنظر
الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 296 احتجاجه ع على معاوية توبيخا له على قتل من قتله من شيعة أمير المؤمنين وترحمه عليهم ..... ص : 296
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 294
فإذا الذين استقبلوه ما فيهم أحد من قريش فلما نزل قال ما فعلت الأنصار وما بالها لم تستقبلني؟ فقيل له إنهم محتاجون ليس لهم دواب. فقال معاوية فأين نواضحهم؟ فقال قيس بن سعد بن عبادة وكان سيد الأنصار وابن سيدها أفنوها يوم بدر وأحد وما بعدهما من مشاهد رسول الله ص حين ضربوك وأباك على الإسلام حتى ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ وأنتم كارهون فسكت معاوية فقال قيس أما إن رسول الله ص عهد إلينا أنا سنلقى بعده إثرة. فقال معاوية فما أمركم به؟ فقال أمرنا أن نصبر حتى نلقاه. قال فاصبروا حتى تلقوه ثم إن معاوية مر بحلقة من قريش فلما رأوه قاموا غير عبد الله بن عباس- فقال له يا ابن عباس ما منعك من القيام كما قام أصحابك إلا لموجودة أني قاتلتكم بصفين فلا تجد من ذلك يا ابن عباس فإن ابن عمي عثمان قد قتل مظلوما قال ابن عباس فعمر بن الخطاب قد قتل مظلوما قال إن عمر قتله كافر. قال ابن عباس فمن قتل عثمان؟ قال قتله المسلمون. قال فذلك أدحض لحجتك. قال فإنا قد كتبنا في الآفاق ننهى عن ذكر مناقب علي وأهل بيته فكف لسانك فقال يا معاوية أ تنهانا عن قراءة القرآن؟ قال لا-. قال أ تنهانا عن تأويله؟ قال نعم. قال فنقرؤه ولا نسأل عما عنى الله به ثم قال فأيهما أوجب علينا قراءته أو العمل به؟ قال العمل به. قال فكيف نعمل به ولا نعلم ما عنى الله؟ قال سل عن ذلك من يتأوله غير ما تتأوله أنت وأهل بيتك. قال إنما أنزل القرآن على أهل بيتي فأسأل عنه آل أبي سفيان يا معاوية أ تنهانا أن نعبد الله بالقرآن بما فيه من حلال وحرام- فإن لم تسأل الأمة عن ذلك حتى تعلم تهلك وتختلف. قال اقرءوا القرآن وتأولوه ولا ترووا شيئا مما أنزل الله فيكم وارووا ما سوى ذلك. قال فإن الله يقول في القرآن يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ- وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ-
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 295
قال يا ابن عباس اربع على نفسك وكف لسانك وإن كنت لا بد فاعلا فليكن ذلك سرا لا يسمعه أحد علانية-. ثم رجع إلى بيته فبعث إليه بمائة ألف درهم ونادى منادي معاوية أن قد برئت الذمة ممن يروي حديثا من مناقب علي وفضل أهل بيته وكان أشد الناس بلية أهل الكوفة لكثرة من بها من الشيعة فاستعمل زياد ابن أبيه وضم إليه العراقين الكوفة والبصرة فجعل يتتبع الشيعة وهو بهم عارف يقتلهم تحت كل حجر ومدر وأخافهم وقطع الأيدي والأرجل وصلبهم في جذوع النخل وسمل أعينهم وطردهم وشردهم حتى نفوا عن العراق فلم يبق بها أحد معروف مشهور- فهم بين مقتول أو مصلوب أو محبوس أو طريد أو شريد. وكتب معاوية إلى جميع عماله في جميع الأمصار أن لا تجيزوا لأحد من شيعة علي وأهل بيته شهادة وانظروا قبلكم من شيعة عثمان ومحبيه ومحبي أهل بيته وأهل ولايته والذين يروون فضله ومناقبه فأدنوا مجالسهم وقربوهم وأكرموهم واكتبوا بمن يروي من مناقبه واسم أبيه وقبيلته ففعلوا حتى كثرت الرواية في عثمان وافتعلوها لما كان يبعث إليهم من الصلات والخلع والقطائع من العرب والموالي وكثر ذلك في كل مصر وتنافسوا في الأموال والدنيا فليس أحد يجيء من مصر من الأمصار فيروي في عثمان منقبة أو فضيلة إلا كتب اسمه وأجيز فلبثوا بذلك ما شاء الله. ثم كتب إلى عماله أن الحديث في عثمان قد كثر وفشا في كل مصر فادعوا الناس إلى الرواية في معاوية وفضله وسوابقه فإن ذلك أحب إلينا وأقر لأعيننا وأدحض لحجة أهل البيت وأشد عليهم- فقرأ كل أمير وقاض كتابه على الناس فأخذ الرواة في فضائل معاوية على المنبر في كل كورة وكل مسجد زورا وألقوا ذلك إلى معلمي الكتاتيب فعلموا ذلك صبيانهم كما يعلمونهم القرآن حتى علموه بناتهم ونساءهم وحشمهم فلبثوا بذلك ما شاء الله. وكتب زياد ابن أبيه إليه في حق الحضرميين أنهم على دين علي وعلى رأيه فكتب إليه معاوية اقتل كل من كان على دين علي ورأيه فقتلهم ومثل بهم. وكتب كتابا آخر انظروا من قبلكم من شيعة علي واتهمتموه بحبه فاقتلوه وإن لم تقم عليه البينة فاقتلوه على التهمة والظنة والشبهة تحت كل حجر حتى لو كان الرجل تسقط منه كلمة ضربت عنقه حتى لو كان الرجل يرمى بالزندقة والكفر كان يكرم ويعظم ولا يتعرض له بمكروه والرجل من الشيعة لا يأمن على نفسه في بلد من البلدان لا سيما الكوفة والبصرة حتى لو أن أحدا منهم أراد أن يلقي سرا إلى من يثق به لأتاه في بيته فيخاف خادمه ومملوكه فلا يحدثه إلا بعد أن يأخذ عليه الأيمان المغلظة ليكتمن عليه ثم لا يزداد الأمر إلا شدة- حتى كثر وظهر أحاديثهم الكاذبة ونشأ عليه الصبيان يتعلمون ذلك. وكان أشد الناس في ذلك القراء المراءون المتصنعون الذين يظهرون الخشوع والورع فكذبوا وانتحلوا الأحاديث وولدوها فيحظون بذلك عند الولاة والقضاة ويدنون مجالسهم ويصيبون بذلك
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 296
الأموال والقطائع والمنازل حتى صارت أحاديثهم ورواياتهم عندهم حقا وصدقا فرووها وقبلوها وتعلموها وعلموها وأحبوا عليها وأبغضوا من ردها أو شك فيها فاجتمعت على ذلك جماعتهم وصارت في يد المتنسكين والمتدينين منهم- الذين لا يحبون الافتعال إلى مثلها فقبلوها وهم يرون أنها حق ولو علموا بطلانها وتيقنوا أنها مفتعلة لأعرضوا عن روايتها ولم يدينوا بها ولم يبغضوا من خالفها فصار الحق في ذلك الزمان عندهم باطلا والباطل عندهم حقا والكذب صدقا والصدق كذبا. فلما مات الحسن بن علي ازداد البلاء والفتنة فلم يبق لله ولي إلا خائف على نفسه أو مقتول أو طريد أو شريد فلما كان قبل موت معاوية بسنتين حج الحسين بن علي ع وعبد الله بن جعفر وعبد الله بن عباس معه- وقد جمع الحسين بن علي ع بني هاشم رجالهم ونساءهم ومواليهم وشيعتهم من حج منهم ومن لم يحج ومن الأنصار ممن يعرفونه وأهل بيته ثم لم يدع أحدا من أصحاب رسول الله ص ومن أبنائهم والتابعين ومن الأنصار المعروفين بالصلاح والنسك إلا جمعهم فاجتمع عليه بمنى أكثر من ألف رجل والحسين ع في سرادقه عامتهم التابعون وأبناء الصحابة- فَقَامَ الْحُسَيْنُ ع فِيهِمْ خَطِيباً فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ الطَّاغِيَةَ قَدْ صَنَعَ بِنَا وَبِشِيعَتِنَا مَا قَدْ عَلِمْتُمْ وَرَأَيْتُمْ وَشَهِدْتُمْ وَبَلَغَكُمْ وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَكُمْ عَنْ أَشْيَاءَ فَإِنْ صَدَقْتُ فَصَدِّقُونِي وَإِنْ كَذَبْتُ فَكَذِّبُونِي اسْمَعُوا مَقَالَتِي وَاكْتُمُوا قَوْلِي ثُمَّ ارْجِعُوا إِلَى أَمْصَارِكُمْ وَقَبَائِلِكُمْ مَنْ أَمِنْتُمُوهُ وَوَثِقْتُمْ بِهِ فَادْعُوهُمْ إِلَى مَا تَعْلَمُونَ فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يَنْدَرِسَ هَذَا الْحَقُّ وَيَذْهَبَ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكافِرُونَ فَمَا تَرَكَ الْحُسَيْنُ شَيْئاً أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا قَالَهُ وَفَسَّرَهُ وَلَا شَيْئاً قَالَهُ الرَّسُولُ فِي أَبِيهِ وَأُمِّهِ وَأَهْلِ بَيْتِهِ إِلَّا رَوَاهُ وَكُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ الصَّحَابَةُ اللَّهُمَّ نَعَمْ قَدْ سَمِعْنَاهُ وَشَهِدْنَاهُ وَيَقُولُ التَّابِعُونَ اللَّهُمَّ قَدْ حَدَّثَنَا مَنْ نُصَدِّقُهُ وَنَأْتَمِنُهُ حَتَّى لَمْ يَتْرُكْ شَيْئاً إِلَّا قَالَهُ ثُمَّ قَالَ أَنْشُدُكُمْ بِاللَّهِ إِلَّا رَجَعْتُمْ وَحَدَّثْتُمْ بِهِ مَنْ تَثِقُونَ بِهِ ثُمَّ نَزَلَ وَتَفَرَّقَ النَّاسُ عَلَى ذَلِكَ
الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 299 احتجاجه ص بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه ..... ص : 298
احتجاجه ع على معاوية توبيخا له على قتل من قتله من شيعة أمير المؤمنين وترحمه عليهم
فِتْنَةٍ فَلَا أَعْرِفُ فِتْنَةً أَعْظَمَ مِنْ وَلَايَتِكَ عَلَيْهَا وَلَا أَعْلَمُ نَظَراً لِنَفْسِي وَوُلْدِي وَأُمَّةِ جَدِّي أَفْضَلَ مِنْ جِهَادِكَ فَإِنْ فَعَلْتُهُ فَهُوَ قُرْبَةٌ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَإِنْ تَرَكْتُهُ فَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِذَنْبِي وَأَسْأَلُهُ تَوْفِيقِي لِإِرْشَادِ أُمُورِي وَقُلْتَ فِيمَا تَقُولُ إِنْ أُنْكِرْكَ تُنْكِرْنِي وَإِنْ أَكِدْكَ تَكِدْنِي وَهَلْ رَأْيُكَ إِلَّا كَيْدَ الصَّالِحِينَ مُنْذُ خُلِقْتَ فَكِدْنِي مَا بَدَا لَكَ إِنْ شِئْتَ- فَإِنِّي أَرْجُو أَنْ لَا يَضُرَّنِي كَيْدُكَ وَأَنْ لَا يَكُونَ عَلَى أَحَدٍ أَضَرَّ مِنْهُ عَلَى نَفْسِكَ عَلَى أَنَّكَ تَكِيدُ فَتُوقِظُ عَدُوَّكَ وَتُوبِقُ نَفْسَكَ كَفِعْلِكَ بِهَؤُلَاءِ الَّذِينَ قَتَلْتَهُمْ وَمَثَلْتَ بِهِمْ بَعْدَ الصُّلْحِ وَالْأَيْمَانِ وَالْعَهْدِ وَالْمِيثَاقِ فَقَتَلْتَهُمْ مِنْ غَيْرِ أَنْ يَكُونُوا قُتِلُوا إِلَّا لِذِكْرِهِمْ فَضْلَنَا وَتَعْظِيمِهِمْ حَقَّنَا بِمَا بِهِ شُرِّفْتُ وَعُرِفْتُ مَخَافَةَ أَمْرٍ لَعَلَّكَ لَوْ لَمْ تَقْتُلْهُمْ مِتَّ قَبْلَ أَنْ يَفْعَلُوا أَوْ مَاتُوا قَبْلَ أَنْ يُدْرِكُوا أَبْشِرْ يَا مُعَاوِيَةُ بِقِصَاصٍ وَاسْتَعِدَّ لِلْحِسَابِ وَاعْلَمْ أَنَّ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كِتَاباً لا يُغادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وَلَيْسَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى بِنَاسٍ أَخْذَكَ بِالظِّنَّةِ وَقَتْلَكَ أَوْلِيَاءَهُ بِالتُّهَمَةِ وَنَفْيَكَ إِيَّاهُمْ مِنْ دَارِ الْهِجْرَةِ إِلَى الْغُرْبَةِ وَالْوَحْشَةِ وَأَخْذَكَ النَّاسَ بِبَيْعَةِ ابْنِكَ غُلَامٍ مِنَ الْغِلْمَانِ يَشْرَبُ الشَّرَابَ وَيَلْعَبُ بِالْكِعَابِ لَا أَعْلَمُكَ إِلَّا قَدْ خَسَرْتَ نَفْسَكَ- وَشَرَيْتَ دِينَكَ وَغَشَشْتَ رَعِيَّتَكَ وَأَخْزَيْتَ أَمَانَتَكَ وَسَمِعْتَ مَقَالَةَ السَّفِيهِ الْجَاهِلِ وَأَخَفْتَ التَّقِيَّ الْوَرِعَ الْحَلِيمَ قال فلما قرأ معاوية كتاب الحسين ع قال لقد كان في نفسه غضب على ما كنت أشعر به. فقال ابنه يزيد وعبد بن أبي عمير بن جعفر أجبه جوابا شديدا تصغر إليه نفسه وتذكر أباه بأسوإ فعله وآثاره. فقال كلا أ رأيتما لو أني أردت أن أعيب عليا محقا ما عسيت أن أقول إن مثلي لا يحسن به أن يعيب بالباطل وما لا يعرف الناس ومتى عبت رجلا بما لا يعرف لم يحفل به صاحبه ولم يره شيئا وما عسيت أن أعيب حسينا وما أرى للعيب فيه موضعا- إلا أني قد أردت أن أكتب إليه وأتوعده وأهدده وأجهله ثم رأيت أن لا أفعل. قال فما كتب إليه بشيء يسوؤه ولا قطع عنه شيئا كان يصله به كان يبعث إليه في كل سنة ألف ألف درهم سوى عروض وهدايا من كل ضرب
احتجاجه ص بإمامته على معاوية وغيره وذكر طرف من مفاخراته ومشاجراته التي جرت له مع معاوية وأصحابه
و قيل إنه لما قتل أصحاب الحسين ع وأقاربه وبقي فريدا ليس معه إلا ابنه علي زين العابدين ع وابن آخر في الرضاع اسمه عبد الله فتقدم الحسين ع إلى باب الخيمة فقال
الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 302 احتجاج فاطمة الصغرى على أهل الكوفة ..... ص : 302
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 301
ناولوني ذلك الطفل حتى أودعه فناولوه الصبي جعل يقبله وهو يقول يا بني ويل لهؤلاء القوم إذا كان خصمهم محمد ص قيل فإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبة الصبي فقتله فنزل الحسين ع عن فرسه وحفر للصبي بجفن سيفه ورمله بدمه ودفنه ثم وثب قائما وهو يقول
كفر القوم وقدما رغبوا عن ثواب الله رب الثقلين
قتلوا قدما عليا وابنه حسن الخير كريم الطرفين
حنقا منهم وقالوا أجمعوا نفتك الآن جميعا بالحسين
يا لقوم من أناس رذل جمعوا الجمع لأهل الحرمين
ثم صاروا وتواصوا كلهم باختيار لرضاء الملحدين
لم يخافوا الله في سفك دمي لعبيد الله نسل الكافرين
وابن سعد قد رماني عنوة بجنود كوكوف الهاطلين
لا لشيء كان مني قبل ذا غير فخري بضياء الفرقدين
بعلي الخير من بعد النبي والنبي القرشي الوالدين
خيرة الله من الخلق أبي ثم أمي فأنا ابن الخيرتين
فضة قد خلقت من ذهب فأنا الفضة وابن الذهبين
من له جد كجدي في الورى أو كشيخي فأنا ابن القمرين
فاطم الزهراء أمي وأبي قاصم الكفر ببدر وحنين
عروة الدين علي المرتضى هادم الجيش مصلي القبلتين
وله في يوم أحد وقعة شفت الغل بقبض العسكرين
ثم بالأحزاب والفتح معا كان فيها حتف أهل القبلتين
في سبيل الله ما ذا صنعت أمة السوء معا بالعترتين
عترة البر التقي المصطفى وعلي القوم يوم الجحفلين
عبد الله غلاما يافعا وقريش يعبدون الوثنين
وقلى الأوثان لم يسجد لها مع قريش لا ولا طرفة عين
طعن الأبطال لما برزوا يوم بدر وتبوك وحنين
ثم تقدم الحسين ع حتى وقف قبالة القوم وسيفه مصلت في يده آيسا من نفسه عازما على الموت وهو يقول
أنا ابن علي الطهر من آل هاشم كفاني بهذا مفخرا حين أفخر
وجدي رسول الله أكرم من مشى ونحن سراج الله في الخلق نزهر
وفاطم أمي من سلالة أحمد وعمي يدعى ذو الجناحين جعفر
الإحتجاج على أهل اللجاج، ج2، ص: 302
وفينا كتاب الله أنزل صادقا وفينا الهدى والوحي بالخير تذكر
ونحن أمان الله للناس كلهم نطول بهذا في الأنام ونجهر
ونحن حماة الحوض نسقي ولاتنا بكأس رسول الله ما ليس ينكر
وشيعتنا في الحشر أكرم شيعة ومبغضنا يوم القيامة يخسر
احتجاج فاطمة الصغرى على أهل الكوفة
الإحتجاج على أهل اللجاج ج2 305 خطبة زينب بنت علي بن أبي طالب بحضرة أهل الكوفة في ذلك اليوم تقريعا لهم وتأنيبا ..... ص : 303