ولد بالمدينة ليلة النصف من شهر رمضان على الصحيح المشهور بين الخاصة و العامة »و قيل«في شعبان و لعله اشتباه بمولد أخيه الحسين عليهالسلام سنة ثلاث أو اثنتين من الهجرة و قيل غير ذلك و لكن المشهور الأثبت أحد هذين.و هو أول أولاد علي و فاطمة عليهماالسلام.فلما ولد الحسن قالت فاطمة لعلي سمه فقال ما كنت لأسبق باسمه رسول الله صلىاللهعليهوآله فجاء النبي صلىاللهعليهوآله فأخرج إليه فقال: اللهم إني أعيذه بك و ولده من الشيطان الرجيم و أذن في أذنه اليمنى و أقام في اليسرى و في أسد الغابة عن أبي أحمد العسكه النبي صلىاللهعليهوآله حسنا و لم يكن يعرف هذا الاسم في الجاهليو روى الكليني بسنده عن الصادق عليهالسلام قال عق رسول الله صلىاللهعليهوآله عن الحسن بيده و قال باسم الله عقيقة عن الحسن و قال اللهم عظمها بعظمه و لحمها بلحمه و دمها بدمه و شعرها بشعره اللهم اجعلها وقاء لمحمد و آله )و في رواية( عق عنه بكبشين أملحين.ل الرواية أنه عق عن الحسن و الحسين بكبشين أملحين كما في طبقات ابن سعد من أنه عق عنهما بكبشين فوقع اشتباه في النقل، و أعطى القابلة فخذا و دينارا و حلق رأسه و أمر أن يتصدق بزنة شعره فضة فكان وزنه درهما و شيئا و قيل بل أمر أمه أن تفعل ذلك قال ابن الصباغ فصارت العقيقة و التصدق بوزن الشعر سنة مستمرة عند العلماء بما فعله النبي صلىاللهعليهوآله في حق الحسن و طلى رأسه بالخلوق و قال الدم فعل الجاهلية ، و في أسد الغابة بسنده عن أم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب أنها قالت يا رسول الله رأيت كان عضوا من أعضائك في ي قال خيرا رأيت تلد فاطمة غلاما فترضعينه بلبن قثم فولدت الحسن فأرضعته بلبن قثم.
ومن رائع شعر الفرطوسي في أهل البيت عليهم السلام قصيدة « مولد الزكي » التي نظمها في مولد الامام الحسن المجتبى عليه السلام وهي من أجمل قصائده الولائية وأروعها ديباجةً وبياناً. يقول في مطلعها :
سموت بفكـري فالتقطت الدراريا
ونسقتها فـي سلك شعـري قوافيـا
ولطفتهـا حتى استحـالت أغـانيـا * وقطعـت أوتـار الفؤاد نـوابضاً
أطلّت علـى الدنيا شموعـاً زواهيا
* وأسرجت من روحي ذبال عواطف
أرصـع ثغر الـدهر فيهـا أمانيـا *
هنـالك بعثـرت الدراري فتـارةً
وأجعلهـا بـاسم الـولاء نثـاريـا *
وطـوراً أزف العاطفات عـرائساً
وقـد عطّرته مـن شذاها غـواليا *
ورحت لهاتيك الأغاريد مـن فمي
واسكبهـا خمراً مـن الحب صافيا
أوقعهـا لحناً مـن القلب خـالصاً
لآلـي أفـراحٍ تنيــر الليـاليــا * وأنثرهـا في مـولد السبط بهجـةً
وأحمـل للزهـراء فيها التهـانيـا
أزف بهـا للمرتضى خالص الولا
ثم يحلّق الشاعر في عالم خياله وسماء فكره ليواصل تسجيل عواطفه الجياشية ، وتخليد أحاسيسه الفياضة في هذه المناسبة العطرة
تفتحت الأكمام عـن كـل مبسـم
يعطّـر بالأنفـاس حتـى الأقاحيـا
تلاطف بالبشرى الضحى المتهاديـا
وأشرقت الأضواء مـن كل بسمة
من النفس أضحت للأماني مراعيـا * ورفرفـت الآمالُ فـوق خمـائل
لبكر مـن الأشعار تسبي الغـوانيـا * وأسفرت الأستار عـن كل جلوة ووجه الثرى برداً من اللطف ضافيا * وساد الهنا حتى اكتسى افق السما
من اقوالة عليه السلام
ما تَشاوَرَ قومٌ إلاّ هدوا إلى رُشْدِهم
اللؤم أن لا تشكُرَ النِّعمة
حسن السؤال نصف العلم
اجعل ما طلبت من الدنيا فلم تظفر به بمنزلة ما لم يخطر ببالك، واعلم أن مروة القناعة والرضا أكثر من مروة الاعطاء، وتمام الصنيعة خير من ابتدائها
القريب مَن قَرَّبتهُ المَودَّة وإنَ بَعُدَ نَسَبُه والبعيدُ من باعَدَتْه الموَدَّة وإن قَرُبَ نَسَبُه
من وصاياه (ع) لبعض ولده: يا بُنَّي لا تواخِ أحداً حتّى تعرِفَ موارِدَه ومصادِرَهُ فإذا استَنْبَطت الخُبرة ورضيت العِشرَة فآخِه على إقالةِ العَثرة والمواساة في العُسْره
ـ مَن أدام الإختلافَ إلى المسجد أصابَ إحدى ثمانٍ: آيةً محكمة وأخاً مُستفاداً وعِلماً مستطرفاً ورحمةً منتظِرَةً وكلمةً تدُلُّه على الهدى أو ترُّده عن ردىً وتركَ الذنوبِ حياءاً أو خشيةً
ـ إنَّ من طَلَبَ العبادة تزكّى لها. إذا اضرَّت النوافلُ بالفريضة فارفضوها. اليقين معاَذُ للسّلامة. من تذكّر بُعدَ السَّفرِ اعتدَّ. ولا يَّغُشُّ العاقلُ من استنصحَهَ
ـ لا تجاهد الطلب جهادَ الغالبِ ولا تتّكل على القدر اتّكال المُستَسلِم فإنَّ ابتغاء الفضلِ من السُّنه والإجمال في الطَّلَبِ من العفه وليستِ العِفّةُ بدافعةٍ رِزقاً ولا الحرصُ بجالبٍ فضلاً، فإن الرزق مقسومٌ واستعمال الحرص استعمال المأثم
ـ لا أدب لمن لا عقل له، ولا مروّة لمن لاهمةَ له، ولا حياء لمن لا دين له، ورأس العقل معاشرةِ الناسِ بالجميل، وبالعقل تدرك الداران جميعاً، ومن حرم من العقل حرمهما جميعاً
علّم الناس وتعلّم علم غيرك، فتكون قد أتقنتَ علمك وعلمت ما لم تعلم
ـ هلاك الناس في ثلاث: الكبر والحرص والحسد فالكبر هلاك الدّين وبه لعن إبليس والحرص عدوّ النفس وبه اخرج آدم من الجنه، والحسد رائد السّوء ومنه قتل قابيل هابيل
ـ يا بن آدم عفّ من محارم الله تكن عابداً، وارض بما قسم الله سبحانه تكن غنياً وأحسن جوار من جاورك تكن مسلماً، وصاحب الناس بمثل ما تحب ان يصاحبوك به تكن عدلا
ـ الخير الذي لا شرَّ فيه: الشكرُ مَعَ النّعمةِ والصبر على النازلة
ـ من اتكَل على حُسن الاختيار من الله له لم يتمنَّ انّه في غيرِ الحالِ التي اختارها اللهُ لَهُ